Archive for the ‘ضلالات’ Category

حكاوى

Friday, November 13th, 2009

لم أكتب شيئا منذ مدة طويلة

حرب هوجاء بينى و بين الفراغ

أتسلح بالصراخ

فيتسلح بالصمت الأسود

يمتص كل ما أفكر فيه، و كل ما كنت أخفيه، و كل ما اكتنزته له لأرديه

لا عجب إذن بأنه صامد لا يتزحزح

فهو يملك ما لا أملك

وقوده الوقت

وقتى الذى يتسرب من بين أصابعى و لا يعطينى أى فرصة لأتدارك أخطائى العديدة

———————————————————-

أنا الآن أسير فى شارع “عباس العقاد” الذى يحتوى على كل شئ ليس له علاقة بالكاتب الكبير

يرتفع ارتفاعا خفيفا كلما سرت فيه إلى الأمام

أوله محطة للوقود و الجامعة العمالية و ميدان الساعة

و آخره “مصطفى النحاس” شارع عرضى آخر يسير فيه المترو القديم الذى لا أذكره بالطبع و لا أعرف علاقته بهذا الرمز

———————————————————–

أضع يداى فى جيوبى و أنظر فى الأرض

و أبحث عن الشئ الضائع

و أسير

الإزدحام لا يوصف

على اليسار متجر يبيع الأحذية

تتكاثر عليه النساء

يضعن أيديهن على الزجاج (أصابعهن إن أردن الدقة) و أزواجهن خلفهن يحملن الوليد فى اليد اليمنى و يمسكن الطفل باليد اليسرى

و يتكرر مشهد الأم و ابنتها التى لا تطيق اختيارات أمها فيما يتعلق بالأحذية

نفس المشهد

و نفس الحذاء الأسود

و نفس النظرة العبوس

.

هذا المتجر منذ عشرة أعوام لم يكن هنا

صديقى أشرف الذى لم يعد من دبى بعد 🙁 كان أحد الذين ساهموا فى بنائه

بناه ثلاثى الأبعاد على الزفت الكمبيوتر و الثرى دى ماكس

زمان بقى

أيام ما كان لسه الشارع فيه أماكن فاضية

————————————————————–

عادم السيارات لا يوصف

انما تتنفسه بعمق و تلذذ

هنا يقبع الموت البطئ

بطيئ كحركة المرور

و لجان المرور السخيفة التى تعطل الناس عن ركوب الميكروباصات صباحا

فى الصباح الباكر

ترى الناس زائغة الأعين من قلة النوم

يحشرون أنفسهم فى الميكروباص

ثم تأتى اللجنة ليوقف الميكروباص و لكى يعطل الناس

أهرب منهم دوما بالإقتراب ناحيتهم و الوقوف أمامهم

و انتقى سيارة جديدة بها شابة لطيفة لأحجب عنهم رؤيتها بسيارتنا القديمة

فيتضايقون منى و لا يستطيعون النظر

“عدى عدى”

يقولونها بفراغ صبر

فأهرب إلى اليمين

——————————————————

فى الثانية عشرة ليلا

ازدحام قدره 3 أضعاف الثانية عشرة ظهرا

و فى رمضان 6 أضعافه قبل السحور

——————————————————-

مطعم كنتاكى على اليمين هوا اول مطعم تم بنائه فى الشارع

ثم بيتزا هت فوقه

ثم تبدلت الأمور بعد ذلك

انا و أسرتى فى تلك المنطقة قبل أى شئ من تلكموا الأشياء الغريبة

ازداد الشباب

و ازداد اصطياد الشباب

و مرت على الشارع فترة

كان فيها صيته سئ السمعة

إلى الدرجة التى اجتذبت مزيدا من الشباب و المحلات و المطاعم

لا أدرى إن كان استنتاجى صحيحا أم لا

و لكن إن أردت رواجا فى مكان ما

فانشر عنه اشاعة خبيثة ودع الناس تتولى الباقى

————————————————————-

– ممكن يا أستاذ كلمة معلشى أستأذن حضرتك فى كلمة واحدة

أنظر له بتراخى ثم أقول له

– نعم، اتفضل

فيقول

– انا طالب فى معهد اللاسلكى للآلة الكاتبة

أقاطعه

– انتا بتاع الجيش

و أبتسم

يهلع الشاب و تتسع عيناه

– لأا لأا، انا مش بتاع الجيش صلى على النبى

أرد عليه فى إصرار

– انتا بتاع الجيش اللى خد منى جنيه الأسبوع اللى فات

يزيد فى الهلع و يتراجع إلى الوراء

– انا مش بتاع الجيش، صلى على النبى

– أنا بتاع الكلية

ثم ينصرف

و أتابعه بنظرى قليلا و أكمل المسير

ليس ذنبه

أنا دائما مطرق فى الأرض

فلا يميزون وجهى إلا عندما يكلموننى

– يا بيه

صوت شابة فى عشرينات العمر

تلبس ملابس قروية

– يا بيه حاجة لله ربنا يريح قلبك

أقف و أنظر لها

تنظر لى بوقاحة

و تتنتظرها صاحباتها بعدها بقليل

أبتسم  ابتسامة صفراء و أقول لها

– طب ما تريحينى انتى

ينتابها الذعر

و تجرى ناحية أصحابها

أتابعهن بنظرى و أبتسم

هكذا أتخلص من الشحاذين المحترفين

و لكن …

كان هذا فيما مضى

دعونى أقول تلك الكلمة الآن

اللعنة

منذ خمسة أعوام

و الشارع يكتظ بما نسميهم أولاد الشوارع

ينامون على الأرض و يلتفون بأى شئ

يبيعون السيارات النعناع الفاسد

و ينظفون الزجاج بخرق غير معلومة المصدر

لا يملكون شيئا يخسروه

انتهى عهد التسول الإحترافى

و الذى يعتمد على الذكاء و البصيرة و استدرار العطف

دعونى أقل لكم شيئا

إن من تهرب من شكله و هيئته فى الشارع لهو أكثر الناس حقا فى زكاتك

و هو سارقك غدا

و قاتلك بعد غد

——————————————————-

هل تعرفون ابراهيم

كل مرتادى قهاوى عباس العقاد من أوله حتى نصفه يعرفون ابراهيم

بابتسامته البريئة

و الكيس الذى يحمله و به المناديل الذى يبيعها

و هو لا يملك إلا سببا واحدا مقنعا

ابويا عيان و انا باساعده

و قد كبر ابراهيم الآن و لكن مايزال جسده صغيرا

و اشترك أخوه أيضا فى البيع

لا يمكن أن تخطئه فى أية قهوة

———————————————————–

ماذا أحكى لكم أيضا

ليالى القصب فى عباس العقاد

أسير انا و صديقى حتى محل عصير القصب

زمان قوى

ربع جنيه للكوب الصغير

35 قرش للكوب الكبير

و بعد كده ربع و نص

و بعد كده 50 و 75

و بعد كده 75 و جنيه

و بعد كده قفل و بقى محل جزم

اللعنة مجددا

الشارع كله بقى تلات حاجات بس

محل جزم

محل كشرى

قهوة

————————————————–

أتذكر أمرا و أضحك

زمان لما كنت لسه داخل الكلية

لم أكن أعرف اسم الآلات الميكانيكية

المخرطة و المقشطة و الفريزة

فمسكنى و احد من زمايلى ساعتها و قالى ايه ده

انتا ما عندكشى ورشة تحت بيتكم

نظرت إليه بغباء

و قلت له لأااا

– انتا ساكن فين يااد

مدينة نصر

– امم، عشان كده

ثم ينصرف و يتكرنى فى حيرتى

نظرة مستهجنة من شخص آخر

– انتا ماعندكشى قهوة تحت البيت ؟؟

لا للأسف ماعنديش

…..

على أية حال كل حاجة بقت موجودة فى مدينة نصر

بس المخرطة و المقشطة ماجوش لسه

و إننى لأتسائل

ايه اللى أخرهم لغاية دلوقتى ؟؟؟؟

———————————-

الخلاصة

أنا مش كييف مصاصة

“ده كان اعلان قديم على فكرة”

أجلس على كرسى متهالك أدام بن شاهين فى نص عباس

أشرب قهوة بالبندق

كانت ب تلاتة جنيه و نص

و دلوقتى بقت بخمسة جنيه

—–

لو لقيتم واحد قاعد لوحده مسهم و بيشرب قهوة و مدى وشه لناحية الجنينة

احتمال يكون أنا

ابقو تعالوا اقعدوا جنبى

أحكيلكم

عن الحكاوى

حكاية من حديقة

Saturday, September 12th, 2009

لازالت الزنبقة البرية تنتظر حلول الربيع لتتفتح
و الربيع
ذلك الكائن الأسطورى
الذى طالما سمعت عنه من والدتها الشجيرة
هو مبتغى كل وردة و كل زهرة فى فناء تلك الحديقة النائية عن الناس

تثائبت زهرة النرجس و أخذت ترسل قبسا من عبيرها فى ذلك اليوم
و نظرت إلى جارتها الزنبقة البرية و ابتسمت و صاحت بها
كيف حال اليوم فى عيناك يا زنبقة المشاعر الوردية؟

أجفلت الزنبقة
أنا بخير، و أنتى؟

ردت النرجس
أنا بخير أيضا، ألازلتى تنتظرين الربيع؟

توردت بتلات الزنبقة خجلا
ألا تنتظرينه أنت أيضا؟

ردت النرجس
كل الحديقة تنتظره، حتى الفراش و النحل، انظرى هناك إلى تلك الطيور، هى أيضا تنتظر الربيع

تقول الزنبقة
نعم كلنا ننتظره، إننى لا أعلم حقيقة كيف يبدوا الربيع، ترى من أين سيأتى و كيف سيدخل علينا ؟

ابتسمت النرجس
بالأمس سألت العصفورة الرنانة عنه، تقول إنها شاهدته مرارا و تكرارا قبل ذلك، تقول أيضا اننا الزهرات لا نستطيع أن نراه سوى مرة

واحدة لأننا بعد ذلك سوف نسقط على الأرض و نصير أشجارا كأمهاتنا، و عندما سألتها كيف يبدوا الربيع، لمحت فى عينيها بريق دموع

منتشية، و قالت لى إنه كما النسمة فى يوم صيفى، لطيف المحيا، و جميل الطلعة، عندما يأتى لا تكف الطيور عن الغناء، ولا يقوى النهر على

الثبات، و ترتجف الأرض رجفة من لقى حبيبه بعد طول اشتياق، و تبرز يعاسيب الليل إلى النور لتراه

مبهورة تنظر إليها الزنبقة
إن العصفورة الرنانة لاشك تعرف عنه الكثير. هل وصفته لك؟. هل رسمت لك كيف يبدوا بمنقارها على الأرض اللبنة؟. أنا أعلم أنها كثيرا ما

تفعل ذلك ، فهى دوما ما تأتى إلى تلك الأرض الطرية هناك و ترسم أشكالا عديدة

تنهدت النرجس وقالت
للأسف، عندما سألتها كيف يبدوا الربيع لم تجبنى سوى بالمزيد من الأشواق و الهيام. أتعلمين انه كلما سألت أحدا فى الحديقة عن الربيع وقع

من فوره فى حالة الهيام تلك، لم أجد أحدا حتى الآن يستطيع الكلام عن الربيع من غير أن يتورد وجهه و تتسارع أنفاسه و من ثم يقع مغشيا

عليه من الوله و التدله فيه، ألا إنى حقيقة أتسائل، كيف يبدوا الربيع؟؟

أطرقت الزنبقة فى صمت
ثم تنهدت و قالت
إننى كما تعلمين منذ أن ولدت و أنا أصنع الرحيق و العبير كما نصحتنى أماه منتظرة الربيع
و قد يتسرب من عبيرى بعضا منه و لكننى سرعان ما أمسكه حتى لا يهرب،
قالت لى امى الشجيرة : عندما يأتى الربيع تأتى حوله فراشات كثيرة ذات ألوان زاهية و قلوب غضة بسيطة، تلك الفراشات تحلق بين يدى

الربيع و من حوله تقوده إلى كل شجرة فى الحديقة، وكل وردة، و كل زهرة، قالت لى أمى إن الفراشات سوف ترانى، و تأتى لى مبتسمة،

ستسألنى الفراشات عن امنياتى، وعن أحلامى، و عن ماذا أردت منذ مولدى، وسوف تحقق أمنياتى تلك بالرحيق الذى صنعته، قالت لى أمى أن

الفراشات ستأخذ الرحيق و تعطيه إلى الربيع و من ثم تتحق أمانى التى طالما وددت أن تتحقق

ابتسمت النرجس و قالت
ما تلك الأمانى التى تريدينها، و فيم انتظارك للربيع؟!!، إنك يا زنبقة وردتنا الخجولة التى لا نرد عنها طلبها، آه من الربيع و انتظاره، لقد ملك

علينا كل أحاسيسنا ، وجعلنا نشتاق اليه من قبل أن يأتى، ذلك الربيع الذى يقولون عنه انه يختال ضاحكا مستبشرا عندما يأتى، كلما فكرت فيه

ازداد شوقى إلى لقياه، وشعرت بتلك الفجوة فى أعماقى التى تتوثب لرؤيته و لضمه إلى بتلاتى الندية، يقولون أن الربيع يمتلك تاجا أحمر، و

صولجانا أصفر، و أريجا أعبق من أريج مسك العنبر، ألا إنهم يقولون أن مسك العنبر هو أحلى رائحة فى الوجود، لقد أنبأتنى بذلك العصفورة

الرنانة، فهى كما تعلمين كثيرة الترحال، تقول الرنانة أن فى الأفق البعيد هناك مخلوقات تسير على قدمين، ليست كتلك المخلوقات التى نراها

تأكل الأعشاب ورائنا، تقول الرنانة أيضا أن تلك المخلوقات التى تسير على قدمين تصنع العديد من الأشياء الجميلة.
لطالما تسائلت هل يكون الربيع ذو ساقين يمشى عليهما؟!! أقادم هو من هناك ؟!! أجيبينى يا زنبقة. متى يأتى الربيع؟ متى يهبط الربيع؟ أو

حتى متى يصعد الربيع؟

صنعت الزنبقة كأس رحيق آخر ووضعته بين الكؤوس الأخرى ، ثم نظرت إلى كل تلك الكؤوس المكدسة  و قالت
تقول أمى إن الربيع بعد أن يأخذ الرحيق من الفراشات، سوف يأتى و يدور بين الزهور ثم يلثم كل زهرة على تاجها، فترتجف الزهرة ارتجافا

عظيما، حتى إن الفرع التى تنموا عليه الزهرة سيئن من رجفتها تلك، ثم بعد تلك الرجفة، يأمر إحدى الفراشات بالجلوس على بتلة من بتلاتها

لتعتنى بها ، و تبدأ الزهرة فى الإشراق ، و فى النظر إلى السماء، كل هذا و الفراشة تعاونها على التفتح و تمنع عنها الصخب و الأذى، تقول

أمى و تظل الزهرات تتفتح الواحدة تلو الأخرى و تظل الفراشات تأخذ ببتلاتها أخذا رقيقا ، حتى يتم التفتح الكلى و ينتشر عبيق الزهور فى كل

أرجاء الحديقة، و عندها فقط يبتسم الربيع ابتسامة كبيرة و يرحل مطمئنا إلى حدائق أخرى، تقول أمى ان هناك حدائقا أخرى غير حديقتنا

ينتظرن الربيع، و أنه لزاما علينا ألا نثقل الربيع بأمانينا الكثيرة، آه يا ربيع، متى ستأتى، هلا أتيت سريعا

جزعت النرجس وقالت
يرحل؟!! بتلك البساطة يرحل ؟!! كيف يرحل سريعا هكذا ؟ كيف يتركنا و يمضى بتلك السهولة ألا يعلم أننا نحبه أكثر من أى مخلوق آخر؟؟

وصمتت قليلا
فقالت الزنبقة
نعم، يرحل بعد أن يكمل مهمته هنا. لأن لابد له من أن يقوم بمهمته تلك فى أماكن أخرى. مالك يا نرجس، لماذا أنتى حزينة؟ ألا تعلمين أننا

ولدنا لنعطى أشجارا جديدة، نحن حياة تلك الحديقة، و أمل البراعم القادمة، نحن شجيرات المستقبل، و أمل الغد

ابتسمت النرجس
و ماذا عن الربيع عندما يمضى، كيف ستواجهين الشتاء وحيدة، يقولون إن الشتاء بارد و قارص، يقولون إن الكثير من أخواتنا يموت فى

الشتاء و تتجمد أوصاله و بتلاته و يصبح دون جدوى، جثة هامدة يقتات عليها دود القز، و تتطأها أقدام المخلوقات آكلة العشب”

أرتعدت الزنبقة و قالت
اصمتى أرجوكى، لا داعى أن تخيفينى، إنك لا تفتأين كل ليلة بأن تذكرينى بالشتاء، و قسوة الشتاء ، ووحدة الشتاء، أيها الربيع، متى تأتى

لتنقذنى من تلك الزهرة الكئيبة، أرجوك أيها الربيع امنحنى القوة لأصير شجيرة أثبت فى وجه الرياح و الشتاء البارد، أواه يا  ربيع، لم تأخذ كل

ذلك الوقت لتأتى؟ مالذى يعيقك؟ ترى لو كان لى قدمين كنت أطلقتهما نحوك بكل ما فيهما من قوة.، كنت ارتميت فى أحضانك حتى أذوب فيك،

كنت أصغيت إلى ألحانك حتى أصبح كلمة من كلمات أغانيك، أيها الربيع البعيد ، كم من حديقة أشرقت بوجودك؟ و كم من زهرة ابتسمت

لبزوغك؟ أيها الربيع الندى أقبل، و ارشف من رحيقى ما شئت، فما صنعته إلا لأجلك و ما أرتضيته إلا لك.”

و فى نهاية القصة
لا أجد لها مدلولا معينا أو سياقا واحدا
انه الإنتظار فقط
لازالت الحديقة تنتظر الربيع
لازالت الزنبقة تصنع الرحيق
و لازالت الأزهار تثرثر سوية و تتسائل
متى سيأتى؟

عن شخص ما

Wednesday, September 2nd, 2009

فإذا نظرت إليه لاتعرف ما إذا كان يحقد أم يتألم.

من الإفتقاد للحب و من العجز عنه.

من إحتقار الناس و من الحاجة إليهم.

من الإحساس بالقهر و من ممارسة الإضطهاد.

من معاناة الألم و من الإستمتاع بإيلام الآخرين

من الثقة الكاملة و من الشعور بالفشل

من التغنى بحب الناس و من استغلالهم كقطع من الطوب تبنى بها بيتك.

من الإعتقاد بأن الجميع يجبونك و يؤمنون بك، و من رؤيتهم يتخلون عنك

و كان الأمر فى البداية نبلا و أصبح الآن لعنة. و جف النبع الذى كان يتألم للآخرين

و عندما وقف و ظهره يقطر دماء كان صامدا لا يهتز، يستعذب قدرته على الصمود.

لكن الناس لم تعد تعبأ بهذا اليوم، فقد تغيرت روح العصر.

و ليس صدفة أن الكلمات التى يستخدمها قد تغير مدلولها منذ زمن، و بعضها كاد يصبح بلا مدلول على الإطلاق .. و كان مشتركا فى اللعبة و يفهم قواعدها و يسير عليها.

لكنهم طبقوا القواعد عليه، وسالت الدموع على مقعد وحيد.

و أفظع شئ أن تبدأ فى البحث عن نفسك متأخرا .. و قال إنه لم يحب أبدا.

وهو يؤمن بأنه أفضل من الآخرين – و ربما كان و لم يجد ما يمنع من ذلك و قد قدم كل شئ لديه – لكنه مهزوم فى لعبة لا تعرف الرحمة و ليس لها فى الحقيقة أية قواعد

و لا يمكنك فيها أن تقرر الصح من الخطأ، و ليس المنتصر هو المصيب بالضرورة

إنما هو أمهر و أمكر و أكثر حظا.

صنع الله ابراهيم فى قصة

“تلك الرائحة”

كم أنت غريب أيها الحالم!!

Friday, August 7th, 2009

غريب أنت أيها الحالم

كلما نظرت إليك

لا أجدك بيننا

غريب أنت أيها الحالم

تضع يديك على الأشياء

فتعطيها العديد من الأسماء

و من الأجزاء

—-

غريب أنت أيها الحالم

تنبعث من جنباتك الأفكار

و التصورات

تنظر لنا بابتسامتك البسيطة

كأن شيئا لم يكن

كأننا لم نكن أبدا أصدقاء

كأننا لم نكن أبدا أعداء

كأننا توا رأيناك

غريب أنت

و بتلك البسمة الصافية بلا ملامح

تزيل دهشاتنا المحفورة من قديم

و ننظر إليك و نبتسم

و لا نقوى على إيذائك

و لا نقوى على رفض رغباتك

أيها الحالم

غريب أنت غرابة قصائد العالم

غرابة أصوات الحمائم

غرابة الأسى فوق أصداء المآتم

———

غريب أنت

غريب أنت أيها الساهم.

ماذا قال صديقى آسر فى عيد مولدى الثلاثين

Saturday, July 25th, 2009

يقف الان احد التنانين على بدايات العقد الرابع من العمر

عمر مديد من النجاحات والاخفاقات…الانتصارات والهزائم…الضعف والقوة…لكنه دائما يتقدم…
ليس مثله بيننا يعلمنا قيمة الحياة صعوبتها و غمارها…وليس مثله بيننا اجدر بان يعيشها…
ليس مثله بيننا تعرف به القيمة ولا يعرف بها…
ليس مثله بيننا متفرد بما وعى…واع بما تفرد به…

عقد جديد..ليس بالقطع اصعب..لكنه بالتاكيد اغنى…
ليس ابدا امثولة…لكنه باتاكيد مثلا يحتذى…

كل عام وانت طيب وبخير يا صادق

يا صديقي القديم قدم افكاري…والعظيم عظم احلامي…والوفي وفاء الارض لساكنيها صالحهم وطالحهم…
لست احصي ما تعلمت منك…ولست اعد ماخبرت عنك…
ولست اعلم غيرك اعطى اكثر مما اخذ…

عام جديد اخر…تعطي فيه اكثر..والله عنده المزيد…

اعطاك الله الصحة والعافية…ومتعك بعقلك انى كبرت…ورزقك من تكون امينة عليك…ونفعك بايمانك حييت او لم تحيا…
وعود على بدء..
كل عام وانت بخير…

 ———————–

 

إلى صديقى

عندما تتهادى الكلمات على طريق ندى فى صباح مشرق

فيتعطر اليوم بذلك الأريج الأخضر

أعلم يقينا بأنك هنا من حولى

حتى و لو لم أكن أراك

كم أثلجت قلبى بما قلت

و كم أخجلتنى بما اوحيت

أبعث إليك بشكر الممتن لما أفصحت … و بينت … و بالغت 🙂

و عود على بدء
وفقك الله لما وُفِقت

 

ثلاثون عاما

Friday, July 24th, 2009

اليوم فى السابعة صباحا

منذ ثلاثين عاما كاملة

و بالتوقيت الميلادى

أتيت إليكم طفلا هادئا باكيا

إلى دنياكم العامرة

و اليوم أتممت ثلاث عقود معكم

فعرفتكم

و عرفتمونى

و حادثتكم

و حادثتمونى

و أحببتكم

و أحببتمونى

و استأتكم

و سامحتونى

و كرهتمونى

و انتقدتمونى

و شددتم من أزرى

و دفعتمونى

و هنأتمونى

و نصحتمونى

ثم أنبتمونى

فعاقبتمونى

و أتيتمونى

و آنستمونى

و تركتونى

و أوحشتمونى

نعم

قبل الوعى حملتمونى

و بعد الوعى خاطبتمونى

ثلاثون عاما من حياة

لحظات عابرة من الوعى

شزرات من حب

و كثير من الملل و الإنتظار

——-

إلى ألقى تهنئة

لا صوت لها و لا تجربة

إلى تلك السنون الماضية

و إلى تلك السنين الآتية

ألقى لها تهنئة

——————

كفاية تهييس 🙂

النهاردة بقيت تلاتين سنة

يعنى راجل كبير

على ما أظن

مافيش جديد على رأى أختنا اللى كانت عايزة تتجوز

بس هيا احتفظت بأسنانها سليمة كلها

و انا حاليا تلاتة مش موجودين

و سبعة فى السكة رايحين

عموما مش عايزين نقر 🙂

سبحان الله

مافيش حاجة ممكن نقول انها جديدة او قديمة

انا دلوقتى باسمع أول أغنية سمعتها لأم كلثوم

و مش هقولكم عليها عشان انا عارف انكم مش بتسمعوها

تتصوروا 15 سنة باحاول اقنعكم ان أم كلثوم حلوة و كويسة و انتوا مش عايزين

أكيد زهقتوا منى 🙂

مش مشكلة

ما انتم برضه زهقتونى بالحاجات بتاعتكم

متهيألى ده عدل برضه:D

———-

على أى حال

أقول لكم جميعا

كل سنة و انتم طيبين

أنا بقيت تلاتين 🙂

العجلة و المحفظة

Saturday, June 13th, 2009

كفى حديثا عن الآخرين

اليوم عنى أتكلم أو أتحدث أو أى فعل يعبر عنى

اليوم أزحت الستار عن ابداع جديد أو هكذا أظنه

http://quantitysystem.codeplex.com

ورايا بريزينتايشان فى الماستر بكرة و ما عملتهاش

و الساعة واحدة

باسمع محمد صديق المنشاوى

“ألم ترى كيف فعل ربك بعاد؟”

بيقراها برواية السوسى عن أبى عمرو

الرواية دى فيها إدغام ليه اسم معين مش فاكره

المهم يعنى فى “كيف فعل”  يدغم الفاء فى الفاء و يمد الياء 6 حركات

و كمان فى “فعل ربك”  يدغم اللام فى الراء

المهم وانا بفكر مع نفسى

اكتشفت أد ايه انا من النوع المتربص

يعنى قاعد لابد فى الدرة

و مستنى الأحداث هتسفر عن ايه

و الغريبة أن الأحداث لا تسفر عن شئ

فاكتشفت انى سخيف

و بعدين فكرت شوية

و لقيتنى برضه اللوم مش عليا كاملا

ماهى بقية الناس متربصة برضه

و كله بيتربص بكله

.

أرسلت عيناى إلى سقف الغرفة و فكرت

ماذا لو كففنا التربص ببعض قليلا ؟؟

.

مروحة السقف بايزة بقالها سنة

و مش هاين عليا أغيرها أو أجيب مروحة جديدة

مين قال انى حران أصلا 🙂 ??

ما علينا

محمد صديق بيقرا فى الواقعة دلوقتى

فى بيت العود اتعرفت على حسن المنيلاوى

قلتله اعرف اسم يوسف المنيلاوى قالى جدى 🙂

.

بيت العود لذيذ جدا على فكرة

أى نعم ما كونتش صداقات لسه

بس شغال الوضع جميل و الناس تبدى الود

على الأقل لا يبدون الإمتعاض

و ده كفاية جدا بالنسبالى 🙂

برضه ما عملتش البريزنتايشان

و لو انى مش عايز اتكلم على عمايل الدكتور 😀

بس اقول برضه عشان افتكر بعدين

.

لأننا لا نمتلك منهجا واضحا للمادة

و لأن الدكتور شايف اننا لازم نجتهد عشان ناخد الماستر

على أساس اننا جايين ناخده من باب تزجية الوقت و الفراغ اللى عندنا

مش عارف الفكرة دى واخدينها منين بس

حد عاقل أصلا يسلى نفسه فى ماستر فى الكلية

المهم فكل مرة يخترعلنا حاجة جديدة 🙂

عندكم امتحان

عندكم بريزينتايشان

ههههه

و طبعا شايف اننا كده هنسقط

وانا معاه الصراحة

ماهو أكيد هنسقط عشان مافيش منهج

الخلاصة انى بدأت ازهق منه و بافكر احلقله بقى 🙂

عموما هوا واخدنا غسيل و مكواة

بس بيكوينا قبل ما ننشف طبيعى

بيقولوا عليها فورسيد كونفيكشان 😀

الغد الذى أريد

ذلك اليوم الذى لا يأتى مطلقا

تذكرت كلاما قلته لتحميس زملائى ذات مرة

“انا كده باضيع وقتى”

و يبدوا أنى على حق

فأنا لا أفعل شيئا سوى تضييع الوقت

.

تحدثت مع أمى صباحا و قلت لها أنى سعيد جدا

لدرجة التأكد من أنى سأكتئب فى المساء

و ها قد أتى المساء

و أنا جد مكتئب 🙂

.

المضحك أنى أكملت ما أريد اليوم و أنا مكتئب أيضا

و تصنعت السعادة 🙂

و لقد أتت بأثرها فهنأنى كل الناس عداك

.

فقبل أن أنهى ما بدأته فى الأيام القلائل المنصرمة جائنى ذلك التساؤل الغبى

“و ما فائدة ما تفعل؟”

و لأنى لازلت أتمسك بأن الفعل و الحركة أفضل من السكون

أصررت على بلوغ النهاية

و أجلت السؤال

و الآن بعد ما أنهيته 🙂

“ما فائدته حقيقة؟”

“فلولا إذا بلغت الحلقوم و أنتم حينئذ تنظرون و نحن أقرب إليه منكم و لكن لا تبصرون”

حلمت حلم عجيب امبارح

سايق العجلة

و بعدين جت صلاة الجمعة

ركنت العجلة و رحت أصلى

ضاعت العجلة

و الإمام أصر انه ما يصليش الركعة التانية غير لما حاجة معينى تحصل

و محفظتى كمان ضاعت

و فضلت طول الحلم الإمام مذنبنا

و عايز أسيب المسجد عشان أدور على العجلة و المحفظة

ههههه

تعبت اوى من الإمام اللى قاعد يبصلنا و مصمم ما يصليش الركعة التانية

كلمته قلتله عندنا أشغال يا أخى ابوس ايدك صلى بينا الركعة التانية

و الغريبة ان الإمام كان ممثل مش فاكره

المهم تعبت جدا

لدرجة انى قررت أصحى من النوم عشان الصراع ماكانشى محتمل

أطلع أدور على العجلة و المحفظة وللا أستنى ركعة الجمعة التانية

————–

سراب العقول

Monday, June 1st, 2009

إلى الناجى الوحيد

من ويلات الدنيا الفانية

أكتب لك حكمة أمسى

لا تسكب دمعا على سراب

فدمعك حقيقة نفسك

و سرابك هو نفسك الزائفة

كيف تبكى زيفا بحقيقة

كيف تشرى عبراتك بوهمك

كيف ؟؟

قل لى كيف 😐 ؟؟

—————

يسير معها فى الطريق المختصر

يرفع معصمه

و يعدل من وضعية حقيبته

يثنى أصابعه و ينشرها مرتين

ثم يتنحنح

فتعلم أنه يكذب

فى آخر الطريق تبدأ حياتنا

يشير لها حيث السراب

تبتسم

و تقول له

و ما العيب فى ان نبدأها الآن؟

ينظر لها مندهشا

مستحيل، فى نهاية الطريق سنجد كنز سعادتنا الأبدية

تنظر إلى نهاية الطريق و ترى السراب

تتعلق بذراعه و تهتف كطفلة صغيرة

لا أريد نهاية الطريق، أريد أن أقف هنا إلى جانبك حتى آخر قطرة من أنفاسى

يقف قليلا و يتململ فى مكانه

ثم تلمع عيناه و تنتشى حواسه

انتظرى قليلا، و سأعود لك بالكنز

تضغط على ذراعه

انتظر

يعدل من وضعية نظارته و ينظر لها

ماذا؟

تنظر فى عينيه محاولة اختراق الزجاج الداكن

لا شئ

تطبق شفتيها و تطرق بوجهها إلى الأرض

لا شئ يعدل حقيقة وجودك …”

يفلت منها و يجرى نحو السراب

تتابعه بعينيها و هو يختفى وتتمتم

يا سرابى العزيز

————————-

كان فجرا باسما فى مقلتى

يوم أشرقت من الغيب على


أنست روحى إلى طلعته

و اجتلت زهر الهوى غضا نديا

 

أحمد رامى فى قصة حبى

————————–

رأيته جالسا على باب البيت

يجلس القرفصاء

و يضع رأسه على يديه

ينفخ الهواء وهو متذمر

“مالك؟”

“ضاعت لعبتى”

تسمرت قليلا

و نظرت إليه فى وجل

ثم أدرت له ظهرى و تركته

لم أستطع أن افصح له عن حقيقة لعبته

كانت سرابا فى صندوق كرتونى

كانت شيئا ما

و بينما أنا سائرة

قفزت فى ذلك الصندوق الكرتونى

الذى يتجه إلى الآخر 

—————————

 

يقول يراع

صديقى الحقيقى الذى يسكن فى 6 اكتوبر

الحزن كائن جدير بالإحترام

و لكن …. أما زلت غائبا؟

————————-

 

ايها الناجى الوحيد

هنيئا لك بى

😛

 

ثرثرة لا أساس لها – نهاية

Saturday, May 2nd, 2009

وصلت سيلانترو

 

أحضان و تقبيل و ازيك يابو حميد و أخبارك ايه

 

جلست أتسامر معه 

و أحكى عما حدث لى البارحة

 

صارحته بما لم يعجبنى فى حوادث الأمس

و تفهمنى

 

وهنا أود أن أنوه

أن الأصدقاء لا يألون جهدا فى سماعك

و فى مشاركتك الحديث

و فى تحليل المواقف حتى النخاع

 

إنهم لا يتضررون بوجودى بينهم

و لا يسعون للإختباء منى بهدف أنى ممل أو أننى لا أصلح أن اكون برفقتهم

 

إن الأصدقاء لا يجدون غضاضة فى سرد مشاكلهم إليك 

أو فى استقبالك فى أى وقت

و حتى فى طردك فى أى وقت 🙂

 

و لأنهم أصدقاء

فهم دوما هناك بانتظارى

 

و لانتعاتب أبدا

حتى و ان بعدت المسافات و الأوقات

 

لأننا أصدقاء

و أخوة فى الله قبل كل شئ

و نريد أن نحيا لنفهم مقصد خلقنا و مقصد حياتنا

 

ذهبت أنا و هو إلى القهوة كى نقابل بقيتنا

 

أحمد جمال و مصطفى و عصام

 

بقية فرقة التنانين التى حدثتكم عنها من قبل

 

يقول آسر

 

هناك فرق بين الحقيقة و بين النظرية

 

فالحقيقة مرجع فى حد ذاتها و بها يستدل على النظرية و ليس العكس

 

رددت عليه أنه يجب عليه قراءة زكى نجيب محمود فى ما وراء الميتافيزيقا

لأنه قال كلاما مشابها

 

نسير صوب القهوة

 

يستطرد بقوله لى أننى دوما ما أقول اكتشفت كذا و كذا

لأننى من الطابع المتأمل مثله

و لسنا ممن يضعون النظرية 

ثم يسعون جاهدين إلى إثبات صحتها

حتى و إن كانت خاطئة

 

أشكوا له سوء نفسيتى من البارحة

 

و نظل نسير صوب القهوة

 

تكلمنا عن انفلونزا الخنازير 

نتحدث عن مدى العبثية التى تنتاب بلدنا

 

و عن خوفنا من انتشارها

 

يقول آسر لو انتشرت الإنفلونزا قد يموت ثلث السكان

 

يقول مصطفى و أصبح أنا الناجى الوحيد فى مساكن الشروق

 

و من ثم يدعوننى مصطفى الناجى

 

فأستطرد أنا و أقول أن النساء سوف يكونون أكثر من الهم على القلب

 

فيردف عصام بقوله و نعود إلى عصر الجوارى

 

و يستأنف جمال بقوله و يصبح لكل منا سياج خاص به 😀

 

و تتهمنا خطيبة عصام و زوجة آسر بالخرق و البله و أننا سنكون من أول الضحايا للأنفلونزا 

 

و نظل نهزل عن وعى

و نتكلم عن وعى

و نبحث حقائق الأشياء عن وعى

 

لا رغبة لنا فى تملق أو إثبات شئ

 

يقول آسر

طالما عرفت جزئا من الحقيقة

عرفت جزئا مما تريد

و عندما تريد

فإنك تطلب ما أردته

و عندما تطلب ماتريد

فهناك صراع من أجل ما تريده

لأنك لن تقبل بأنصاف الحلول

بعد معرفتك بحقيقتها

 

و لأن بقية الناس

لا يعرفون حقيقة ما يريدون

 

 

 

ثرثرة لا أساس لها – 2

Saturday, May 2nd, 2009

بادرنى بقوله

– “احنا مش هنجوزك بقى ؟

– “يا عم افلح انتا و جوز نفسك

– “عايزين نفرح فيك بقى يابو حميد :)”

– “ياد اتجوز ازاى فى الأزمة دى، و اديك شايف الحالة ضايعة و الشغل بيقفل و زيد عليها انفلونزا الخنازير ده غير أصلا ان لسه مافيش واحدة اتهفت فى مخها و قررت انها تستحملنى

 

صعدنا سوية و دخلنا إلى البيت

 

و ابن خالتى لمن لا يعرف

 

طويل جدا كالكابوس

و هو سبب رئيسى فى هروب 80% من العرسان الذين قدموا لبخطبوا اخوته 

فهو إلى جانب طوله

يمتلك صوتا جهوريا 

لا يسعك معه إلا أن تتأدب فى حضرته و أن تنظر إلى قدميك أثناء مخاطبته

 

على أى حال كنا نلعب سوية منذ الصغر

و بالتالى فأنا احتفظ بالحق الأدبى فى لكزه و لى ذراعه 🙂

و هو يتركنى لأنه يكن لى ذلك التقدير الأدبى 

“الذى أظن أنه كذلك”

 

على أى حال 

دخلنا إلى الشقة و سلمت على خالتى و دعوت لها بالشفاء

 

و بدأ الحديث عن انفلونزا الخنازير 🙁

– “يجب عليكم ألا تأتوا بأى لحمة مفرومة من الخارج

تلك كانت خالتى

– “فهم قد يخلطون لحم الخنازير باللحم الطبيعى

و هى طبيبة بيطرية بالمناسبة

– “مالها لحمة الخنازير

هذا محمود ابن خالتى

– “ما كلها لحمة

و بالطبع هذا فاصل من الغتاتة التى يجب أن نضحك عليها 🙂

على أى حال وافقته قائلا

– “طبعا كلامك مظبوط، لأن العبرة بالنهايات التى و صلنا إليها و ليس بالبدايات، وما دامت النهاية لحمة، تبقى لحمة بلحمة

و استمر الجدل و المزاح قليلا

لحوم القرود

و ألسنة الضفادع

باختصار

شهيتنا باظت

– “تشرب قهوة

سألنى

– “أشرب يا معلم

قام و صنع لى قهوة

– “ايه رأيك، انا بعمل قهوة تمام، أكيد ممكن اتجوز جوازة عسل

يقولها و هو يعطينى القهوة

دخل علينا أحمد وهو ابن خالتى الثانى و الأصغر

 

و هو طويل كالكابوس أيضا 

و كان أصدقائى يخطئون ويظنونه الباشا

و يستفتونه فى أمورهم

بينما كان المسكين لايزال فى الإعدادية 🙂

و لا أخفيكم سرا

كنت أصطحبه معى عزوة

 

مع أبناء خالتى أعرف معنى الإخوة الذكور

ذلك الشعور بالقبلية و الإتحاد

دعونا نقتل من يعترض طريقنا أولا

ثم نعتذر بعد كذلك

 

– “اجيب اتش بى و للا ايسر يا حمد

– “يااد حل من على نفوخى

 

-“عارف البنت اللى ما تعرفشى تعمل قهوة تبقى ضايعة

ده محمود

 

تقول خالتى:

كانت الفتاة فيما سبق تعد القهوة ثم تضع فيها بعض الملح لتعطيه إلى العريس

فإذا شربها كلها

اطمأنت الفتاة إلى أنه جاد فى طلبها إلى الزواج

و أنه سوف يتحمل ما يجرى له 

 

نظرنا إليها نظرة يائسة

و على لسان واحد

ليه التعذيب ده، مش كفاية اللى بيحصل فينا

 

نضحك و نتذكر الأيام الخوالى

حينما كنا صغارا لا نعى حجم المصائب التى تواترت علينا

 

أنزل أنا و أمى و أختى 

 

و نرجع إلى البيت

 

و بينما نحن راجعون

 

أتكلم مع أحمد آسر فى التفلفون المحمول

 

– “حبيب قلبى

– “انتوا فين ؟؟”

 

باشا

احنا فى سيتى ستار

تعاللنا فى سيلانترو

 

يا نهار اسوح 

سيلانتروا

 

صديقى آسر أصبح كائنا استهلاكيا ماديا ذو بعد واحد

 

أنا جاى

 

أقولها و أسرع إليهم فى سيلانترو