بادرنى بقوله
– “احنا مش هنجوزك بقى ؟”
– “يا عم افلح انتا و جوز نفسك”
– “عايزين نفرح فيك بقى يابو حميد :)”
– “ياد اتجوز ازاى فى الأزمة دى، و اديك شايف الحالة ضايعة و الشغل بيقفل و زيد عليها انفلونزا الخنازير ده غير أصلا ان لسه مافيش واحدة اتهفت فى مخها و قررت انها تستحملنى ”
صعدنا سوية و دخلنا إلى البيت
و ابن خالتى لمن لا يعرف
طويل جدا كالكابوس
و هو سبب رئيسى فى هروب 80% من العرسان الذين قدموا لبخطبوا اخوته
فهو إلى جانب طوله
يمتلك صوتا جهوريا
لا يسعك معه إلا أن تتأدب فى حضرته و أن تنظر إلى قدميك أثناء مخاطبته
على أى حال كنا نلعب سوية منذ الصغر
و بالتالى فأنا احتفظ بالحق الأدبى فى لكزه و لى ذراعه 🙂
و هو يتركنى لأنه يكن لى ذلك التقدير الأدبى
“الذى أظن أنه كذلك”
على أى حال
دخلنا إلى الشقة و سلمت على خالتى و دعوت لها بالشفاء
و بدأ الحديث عن انفلونزا الخنازير 🙁
– “يجب عليكم ألا تأتوا بأى لحمة مفرومة من الخارج”
تلك كانت خالتى
– “فهم قد يخلطون لحم الخنازير باللحم الطبيعى”
و هى طبيبة بيطرية بالمناسبة
– “مالها لحمة الخنازير”
هذا محمود ابن خالتى
– “ما كلها لحمة ”
و بالطبع هذا فاصل من الغتاتة التى يجب أن نضحك عليها 🙂
على أى حال وافقته قائلا
– “طبعا كلامك مظبوط، لأن العبرة بالنهايات التى و صلنا إليها و ليس بالبدايات، وما دامت النهاية لحمة، تبقى لحمة بلحمة”
و استمر الجدل و المزاح قليلا
لحوم القرود
و ألسنة الضفادع
باختصار
شهيتنا باظت
– “تشرب قهوة”
سألنى
– “أشرب يا معلم”
قام و صنع لى قهوة
– “ايه رأيك، انا بعمل قهوة تمام، أكيد ممكن اتجوز جوازة عسل”
يقولها و هو يعطينى القهوة
دخل علينا أحمد وهو ابن خالتى الثانى و الأصغر
و هو طويل كالكابوس أيضا
و كان أصدقائى يخطئون ويظنونه الباشا
و يستفتونه فى أمورهم
بينما كان المسكين لايزال فى الإعدادية 🙂
و لا أخفيكم سرا
كنت أصطحبه معى عزوة
مع أبناء خالتى أعرف معنى الإخوة الذكور
ذلك الشعور بالقبلية و الإتحاد
دعونا نقتل من يعترض طريقنا أولا
ثم نعتذر بعد كذلك
– “اجيب اتش بى و للا ايسر يا حمد”
– “يااد حل من على نفوخى”
-“عارف البنت اللى ما تعرفشى تعمل قهوة تبقى ضايعة”
ده محمود
تقول خالتى:
كانت الفتاة فيما سبق تعد القهوة ثم تضع فيها بعض الملح لتعطيه إلى العريس
فإذا شربها كلها
اطمأنت الفتاة إلى أنه جاد فى طلبها إلى الزواج
و أنه سوف يتحمل ما يجرى له
نظرنا إليها نظرة يائسة
و على لسان واحد
“ليه التعذيب ده، مش كفاية اللى بيحصل فينا”
نضحك و نتذكر الأيام الخوالى
حينما كنا صغارا لا نعى حجم المصائب التى تواترت علينا
أنزل أنا و أمى و أختى
و نرجع إلى البيت
و بينما نحن راجعون
أتكلم مع أحمد آسر فى التفلفون المحمول
– “حبيب قلبى”
– “انتوا فين ؟؟”
– باشا
– احنا فى سيتى ستار
– تعاللنا فى سيلانترو
يا نهار اسوح
سيلانتروا
صديقى آسر أصبح كائنا استهلاكيا ماديا ذو بعد واحد
– أنا جاى
أقولها و أسرع إليهم فى سيلانترو