لماذا نكتئب؟ (ما قبل الظاهرة) القول

و صلنا إلى القول كثانى مستوى للتفريط

و القول له مشكلة أساسية

و هو تجاوز ما تفكر فيه من حيز عقلك و فكرك الشخصى و ما تؤمن به

لينطلق إلى الآخرين ليسمعوه

و لنبدأ مرحلة أخرى من السجال الفكرى 

الذى له عادة ثلاث نهايات

تصديق بما تقول

أو تكذيب به

أو الوقوع فى الحيرة 

أصدق هذا أم كذب

ليتوارد على ذهنى قول رسول الله و هل يكب الناس فى النار إلا حصائد ألسنتهم

 

و أنا كإنسان أرغب فى أن أكون موضع قبول لدى الآخرين

و أن أكون ذا حظوة لديهم

فإننى لن أعدم الوسيلة فى تنميق كلامى و جعله لذيذا فى ذاته مما يجعله مؤثرا فى قلب السامع و ذو تأثير

فيأتى المستوى الثانى فى التفريط و هى المبالغة

فما أظنه ب كذا

أضع عليه كذا و كذا و كذا و هذه و تلك

و كثيرا ما ننسى أنفسنا و لا نضع قيودا حول ما نقوله

و خاصة عندما نرى الرضى على وجه من نحكى إليهم أو حرصنا على الظهور بمظهر الحكيم العاقل الذى خبر الحياة و عركته المشكلات

 

و لأننا ولابد أن نؤكد على ما قلناه

فإننا نبدأ فى فعل ما نقول

و سلك المسالك المشروعة فى أدائه

مع التزامنا بمنظومة القيم فى المجتمع 

و يقيننا التام بما نفعله و جدواه و فائدته لنا

( أفترض هنا أن الفعل هو فعل موجه للمجموعة التى سمعت القول )

ثم و إذ أننا ندرك أننا على مشارف الفشل

نقع تحت طائلة الخوف من أن لا نستطيع الإكمال أو أن نفى بوعودنا التى ذكرناها سابقا

(أفترض أيضا أن الوعد هو القول بفعل ما)

 

و لأننا لا نؤمن بالفشل فى أغلب الأحيان

و هو جانب من جوانب الكبر 

لأننا لا نريد أن يطلع الآخرون على نقائصنا

أو أن نسقط من نظرهم

 

فإننا نتجه مضطرون تحت و طأة إثبات أننا قدر ما قلناه إلى المزيد من الجهد

حتى نصل إلى أعلى ما يمكن بذله من مجهود 

فإذا وفينا بما قلنا نقول طبيعيا “ربنا سترها معانا”  🙂 ه

(يجب هنا أن أؤكد على أن تعبر عن امتنانك لإلهك بشكره و حمده و ثنائه)

 

و لكن إذا لم نوفق

تبدأ تبريراتنا و أقوالنا فى الإتجاه إلى منحى جديد من الكلام

 

لنصل إلى المستوى الثالث من التفريط 

و هو الكذب

 

Leave a Reply

You must be logged in to post a comment.