أكتب إليكم خلسة من العمل
عندما وطأت قدمى المكان أحسست بخطورة الموقف و جدية القرع على لوحات المفاتيح
و تذكرت حينئذ مقولة صديق لى
الثائرون بلا قضية و النائحون بلا عزاء
——————————-
صديقى العائد
لا يقوى على المكوث
أشد بأنيابى على عقله
فيتركه لى
و يمضى بجسده
صديقى العائد
لا يطيق هنا
و يهفوا إلى هناك
…
صديقى العائد لا يشرب من ماء النيل
حقيقة لا أكذوبة
لا يشرب من ماء النيل
أسير معه ممسكا بزجاجته المعدنية
يبحث عنها كما تبحث القبائل عن بئر الماء
…
صديقى العائد لا يتكلم
و يدعى الثرثرة
و يجعل المثل فى قاع صفصفة
…
صديقى العائد عيناه لاتنظر بانتظام
ولا ينام
يرى فى كل مكان حشرة
و فى كل طريق عثرة
و على كل صديق شفقة
…
صديقى عائد إلى هناك
إلى حضارة الملمس
و عطر النساء الفاتنات
وسيارته الفارهة
و وحدته القاتمة
…
على علاته أقبله
…
كنت أسير أنا و هو
ننظر إلى تعانق أيدى العاشقين
تحملنا آمالنا على محفة الشوق و الحنين
و فجأة
جائنى صائحا
إلى هناك أذهب
و ما العيب هنا؟ أصرخ
ألا ترى؟ يجيب
.
أنظر فلا أجد مايعيب
و ينظر فلا يجد إلا ما يعيب
.
على علاته أقبله
.
تسجنه الرؤية
و يسجننى السمع
—-
و ما أنا بمخطئ
و ما هو بمخطئ
.
و على علاتى قبلنى
….
و على علاتنا نفترق
….
و على آمالنا نبرر خطايانا
.
.
.
و نسير فى دروب حياتنا و دنيانا