عندما نظرت إلى جثتى فى المرآة

الصداع الذى يملأ الرأس

لا يدع فرصة للتفكير السوى بأن يأخذ مكانه المعروف بين حوايا العقل

لهذا إن حكمت على باضطراب الذهن

فأنت ظالم لى

و لن أصدقك على أية حال

قمت متحاملا كى أضع بعض الماء على جسدى

يسرى الماء كأنه حلم فى منام رائق

يأخذ التوتر و القلق

و يضيف فكرا و أرق

حانت منى التفاتة إلى المرآة الكبيرة

جسدى الذى تتساقط قطرات الماء منه

عقصت جانب فمى

أمسكت أذنى

و نقرت رأسى بأصابعى

عندما نظرت إلى جثتى فى المرآة

رأيت شبحا ينظر لى فى ارتياب

يشير إلى صدرى

حيث قلبى النابض لازال يدفع بالدم وسط كل تلك الدهون الثقيلة

نفضت عن نفسى تلك الأوهام

و أتممت الإستحمام

خرجت من الشرنقة

و بللت الأرض التى أسير عليها

“و فى أنفسكم … أفلا تبصرون”

الآن أنا أسير

فى ضوضاء الشارع أسير

و فى أفكارى القديمة أسير

أسير فى هذا الأسر منذ سنوات عديدة

منذ ميلادى المجيد

و حتى فنائى البعيد

قال لى بامتعاض

“لقد حق فيكم قول الله … تفسدون فيها و تسفكون الدماء !!! أنتم أيها الناس مثار سخرية جميع الكائنات”

لم يكن سوى شبح المرآة

تجاهلته لأنى لم أرد حوارا مع شبح

لا وقت لتلك الترهات

كما أنى لا أتحدث إلا مع بنات أفكارى

أما أشباحى فحدث و لا حرج .. تدفعنى إلى الجنون أكثر منها إلى التعقل

—————-

ها أنا ذا أكتب فى حلقة مفرغة مجددا

أطبق نظرية التفكيك حتى الثمالة

سأقول لكم سرا

إن من أشد الفتن

كتابة التفاهات بلغة راقية

و التكرار بعد التكرار

و عندما صارحت “رجاء”

بنت أفكارى السمراء

بأفكارى الحمقاء

ابتسمت ابتسامة غراء

و قالت

اعلم يا منبع وجودى

و أصل حدوثى

أن النفس ضعيفة

فإذا وجدتها كذلك

فلا تثقل عليها بترهاتك

و التواء أفكارك

و إلا أسقطتك فى التعميم

و رمتك بكل ما هو ذميم

اعلم يا أنس حياتى

و جمال أشعارى

أن بعد ذلك لابد من التسفيه

و من التجريح

فإذا جائتك طعنة غادرة

لا تصرخ طلبا للمساعدة

و تعلم كيف تصمت

و تعلم كيف تمحوا

 

 

Comments are closed.