عن فاندى و التبعية الإدراكية .. و أشياء أخرى

و لكى أكون صادقا

فإننى سأقوم  بنقل بعض الفقرات من الصفحة 278 إلى 280

بأسلوبى الشخصى

يتكلم المسيرى عن التبعية الإدراكية

و التبعية الإدراكية هى السقوط فى الموضوعية المادية المتلقية

ايه الكلام الغريب ده 🙂

يعنى ان الواحد يبقى موضوعى جدا من غير ما يحاول انه يناقش او يتسائل او حتى يشك فى ان اللى بيحصل أدامه ده ممكن يكون ليه أسباب أكتر من كده

و هكذا فإننا نجد أن كثيرا من الدراسات تقوم بتوثيق ما نعرف مسبقا دون أى تعميق لرؤيتنا أو إضافة لإدراكنا

و تتضح تبعيتنا الإدراكية حينما نتحدث عن الحضارة الغربية و حينما نتحاور بشأنها و نتخذ مواقف معها أو ضدها، إذ أننا عادة ما نفعل ذلك بناء على المعطيات التى تسمح لنا هذه الحضارة بالإطلاع عليها داخل أطر جاهزة و نماذج معرفية مسبقة أعدها مفكرون غربيون

يعنى ايه الكلام العجيب ده 🙂

يعنى حتى لما بنيجى ننقد فكر غربى بننقده بطريقتهم و بالمعلومات اللى ادوهالنا احنا، يعنى حاجتهم تعجبنا بطريقتهم، و كمان ننتقدها بطريقتهم، يعنى احنا فى الكازوزة خالص 🙂

و لذا فقد بدأ الإنسان العربى يرى نفسه متخلفا مهما بذل من جهد و مهما أنتج من روائع

—-

فاندى

أورد هذا النص حرفيا

و لنبدأ برؤية الآخر ضاربين مثلا على ما نقول من الثورة الفرنسية التى يعرف معظمنا أحداثها ابتداء من اجتماع ملعب التنس و انتهاء بحروب الثورة الفرنسية و ظهور نابليون. نحن نعرف كل هذه الأحداث تمام المعرفة، و لكن ماذا عن فاندى Vendee ؟ بل ماهى فاندى هذه؟ يجب على أن أتحلى بشئ من الشجاعة و أعترف أننى لم أكن قد سمعت عنها من قبل إلى أن قامت معركة فى فرنسا بين بعض مؤرخى الثورة الفرنسية بشأنها، فعرفت أنها ثورة اندلعت فى غربى فرنسا (1792-1793)، وقد أشارلها أحد المراجع بأنها “ثورة مضادة” قضت عليها قوات الثورة بوحشية بالغة، حتى إن المؤرخ الفرنسى بيير شونو (الأستاذ فى السوربون) قال: “إن قوات الثورة الفرنسية لم تكن تحاول إخماد التمرد و حسب، بل قامت بعملية إبادة (هولوكوست) كانت فى فظاعة الإبادة النازية و أكثر فاعلية منه”. و قال وسترمان، جنرال الثورة الفرنسية، الذى أخمد التمرد: “لقد دست على الأطفال بسنابك خيلى و ذبحت النساء حتى لا يلدن أى متمرد بعد ذلك”. و يجب أن تتذكر أن هذه هى كلمات ممثل ثورة الحرية و الإخاء و المساواة التى أرسلت بقواتها الإستعمارية إلى مصر و الشرق.

قد يقول البعض إن كل هذا فى سبيل التقدم، لكن بعض المؤرخين يذهبون الآن إلى أن الثورة الفرنسية أبطأت عملية تحديث فرنسا. و أعترف أننى لا يمكننى الأخذ برأى هذا الفريق أو ذاك، وبالذات بخصوص فاندى التى لا أعرف عنها الكثير، فالذى أعرفه عن الموضوع هو أحداث بعينها تعبر عن رؤية محددة للثورة الفرنسية تتناقلها المراجع الغربية و المراجع العربية التى تنقل عنها (فالأحداث التى تتحدى هذه الرؤية يتم استبعادها تماما و يتم تهميشها)

انتهى النص المقتبس

دعونى أكمل لكم بعض ما أورده المسيرى بعد ذلك عن العبط البالغ (الموضوعية المتلقية) التى تدفعنا إلى طرح الأسئلة بالطريقة اللى هما عايزينها

فمثلا قضية الأسرة .. لا تسأل كتب التاريخ عن عدد الأطفال الغير شرعيين فى فرنسا بعد اندلاع الثورة الفرنسية، ولا عما حدث فى لنسبة الطلاق .. و لقد فتشت عن الإجابة (المسيرى) و عرفت أنه بعد اندلاع الثورة بثلاثة أعوام زادت حالات الطلاق زيادة ملحوظة، كما أن عدد الأطفال الغير شرعيين زاد زيادة هائلة.

أيضا ألقى المسيرى الشك فى قضية حقوق الإنسان المبالغ فيها ليس لأنه معاد لها أو رافض لها و لكنه أدرك أنها قاصرة إلى حد ما. و يقترح قضية مثل قضية حقوق الأسرة و ليس الإنسان البرجوازى الطبيعى كنقطة بدء و إنطلاق.

أما الفكاهة التى أوردها

فهى فى تحديد مؤشرات التقدم و التخلف

عن استعمال الكراسى

و عن استخدام المبيدات (و من ثم اكتشاف خطرها فجأة)

و عن عدد ساعات الإستماع إلى الموسيقى السيمفونية

و تبنينا لعبارة مثل “معاداة السامية”  كأنها معاداة لليهود مع ان اللغة العربية هى أهم اللغات السامية على الإطلاق حسب رأى علماء اللغات السامية

و الكثير و الكثير و الكثير

—————

فى النهاية هذا كلام أردت أن أكتبه هنا كى أتذكر لاحقا أنى قرأته

و لقد أعجبنى جدا

و لكننى لا أريد السقوط فى الإنحياز أيضا 🙂  “المسيرى قال كده برضه”

References:

– دفاع عن الإنسان

War in Vendee و

Comments are closed.