العشق … عند حافة الهاوية

أتحدث إليكم من على حافة الهاوية

أقف فوقها مراقبا و متابعا و محدقا

كأننى لم أفتح عيناى من قبل

و كأن جميع حواسى تولد من جديد

——————————-

تمسك بقميصى من الدبر

تصرخ بصوت عالى و جزع  … يطغى على صورة القمر

“تراجع أرجووووك .. و لا تديم النظر”

هى لا تريد أن تعى أنى لا أريدها

و أنى سئمتها سأما لا يغادر أرقا

و ما تزال تصرخ و تصرخ و تملأ الكون ضجيجا

التفت إليها فأشرق وجهها

“أريد أن أتركك لهم”

هكذا قلت لها يائسا

فابتسمت سحرا

و على وجنتى لثمت عشقا

و قالت

“و لم تتركنى و بى متسع للجميع”

تملصت منها و أشرت إلى الهاوية

“إن حبيبتى هناك .. تنتظرنى على غيمة طائرة

تحملها طيور محلقة

تجدل لى من شعرها جدائل أمن

و جدائل صدق

و جدائل أشواق و آمال و محبة غامرة

واستدرت إلى الهاوية

فأمسكت بى مجددا

و صرخت صراخا ينير للأعمى طريقا من نار

و يدخل المبصر فى زورق من ظلام

إليك عنى

فغرست أصابعها فى صدرى

و ضمتنى إلى صدرها قائلة

ليس الآن

إنك لم تختبر كل ما أعددته لك من الفتن

و لتصدق أنى سأدعك تمضى حين يحين وقتك

أستنشق أنفاسها الحارة على كتفى

فأرى ثمارا مورفة

و كروما زائفة

—————————–

عندما عادت بى إليها

أخذت جانبا و أطرقت الرأس إلى الأرض فى صمت

وجمت كثيرا

و تابعت ما يفعله الغل فى الآخرين

هذا أحدهم يسب البؤساء

و هذا آخر يقتل فى المساكين

جائنى مصلح منهم كى يفسد على انطوائى

أومأت موافقا على كل ما يقوله حتى يتركنى فى صمتى

————

مازالت ترمقنى من حيث لا أدرى

فلقد تعلمت درسا قاسيا عندما غفلت عنى فى المرة الماضية

لقد كدت أن افسد مهمتها كاملة

تأتينى كل يوم حاملة وعودا لا تتحقق ابدا

————

أما المصيبة الكبرى

أنها جائت بحبيبتى ذات الجدائل السرمدية

و وضعتها أمام عينى

و قالت لى

“جئت لك بحبيتك كى تنظر إليها من بعيد

كى لا تذهب أبعد مما تقترب هى منك

و وضعت بينى و بينها حجابا كثيفا

كى لا أستطيع اقترابا

و لا أطيق بعادا

————

هل رأيتم ماذا فعل بى العشق .. على حافة الهاوب

Comments are closed.