البطيخ، و الحر ، و أشياء أخرى قابلة للإسالة

“انتا متجوز ؟؟؟”

تسألنى ذلك السؤال فأصمت قليلا

ثم أنتقل للحديث باللغة العربية متجاهلا لغة المقابلة الأساسية و أقول “للأسف” و أتبع الإجابة فى عقلى ” كان بودى” بعد هذا أخرج من المقابلة متجها إلى البيت

فى هذا القيظ الحار لن تستطيع التفكير بعقلانية

تنظر إلى الموجودات حولك فتجد صورا مهزوزة من الحرارة

تراقب القطط فتراها ترتكن فى أى ظل متاح

لا تسمع إلا هدير المكيفات

لو كنت سئ الحظ و تمشى بجانب إحداها فإنك ستشوى من فورك

أجد فى السير ناحية البيت

ثم أرى بائع البطيخ (بكسر الباء و الطاء)  أو الحبحب بلغة أهل الجزيرة العربية

أصل إلى عربة البائع و أرسم ابتسامة عريضة و بشرا و محبة و فرحة لا توصف

– دى بكام يا أستاذنا ؟؟

– دى بخمسة جنيه يا بيه

– طب و الكبيرة

– تمانية جنيه يا باشا

تلاحظ هنا ارتفاع رتبة الإحترام من بيه لباشا عشان تلاتة جنيه

أربت على الصغيرة بحنان بالغ

– حلوة البطيخة دى

– طبعا يا بيه

يمسك السكينة و يهم بأن يقطع البطيخة

– لأ استنى الله يرضى عليك

يمتعض بينما أنا أمسك البطيخة و أقلبها فى يدى

ثم بحركة بهلوانية خبيرة

أدق على البطيخة من كل جوانبها

و أضعها جنب أذنى لسماع الرنة

يقول أبى: “عند اختيار البطيخة يجب أن تدق عليها من جميع جوانبها و تتأكد من أنها ترن” و أنا أضع ثقتى الكاملة فى أبى فيما يتعلق بالبطيخ عموما

دقة أخرى من الجانب الآخر

سيدى سيدى

يالى من محترف

– أيوه كويسة دى

أضعها على جنب

و آتى بواحدة أخرى

– حلوة دى يا أستاذنا

– طبعا يا باشا

و يهم بالهجوم عليها ليقطعها لى

أضمها إلى صدرى بسرعة و أزأر فى وجهه

– أنتا هتعمل ايه

تقول أمى: “ما تخليش الراجل يقطعلك البطيخة عشان لما بتتقطع لازم تتاكل علطول و ما نعرفشى نحتفظ بيها مدد طويلة” و كالعادة أنا أضع ثقتى الكاملة فى كلام ماما فيما يتعلق بالبطيخ

أبدأ بالدق مجددا على البطيخة

و أسمع الرنة

عينى يا عينى على الألحان

يالى من جهبذ

قديما أيام جدى الله يرحمه

كان جدى محترف بطيخ

و لأنه كان صاحب تجارة فى خان الخليلى

يمر عليه اصحاب السلع ليبيعوه إياها

و على هذا الأساس

كان بيت جدى لا يفرغ من الطعام

و لا يفرغ من البطيخ خاصة أيام الصيف

أذكر و أنا صغير أنه كان يرجع مع خالى

و تبدأ رحلة صعود البطيخ من أسفل العقار إلى أعلاه

فى المتوسط كانت هناك 25 بطيخة تصعد فى الأسبوع

و عندما يجن الليل

نأتى بالطبلية

و الجبنة

و البطيخ

و تبدأ المذبحة 😀

أياام أياام

أذكر أيام جدى كانت الموارد موجودة بكثرة

أو ربما كنت صغيرا و كان قياسى محدودا آنذاك

———

كنت أشرح نظرية البطيخ لأصدقائى بينما نغوص فيه

– يجب ان تتأكد من أن البطيخة بترن كويس قبل ما تشتريها

ينظرون لى فى غباء

– ليه يا أحمد

فعمدت إلى الشرح العلمى الذى يضفى على الكلام جدية لا بأس بها

– ياشباب لأن الرنة لو عبرت من جانب البطيخة إلى الطرف الآخر فمعنى ذلك أنها متجانسة و لا تحمل أجزاء فاسدة

ذلك أن الأجزاء الفاسدة سرعان ما ستغير من كثافة ذلك الجزء مما سيجعل عبور الصوت فيه أصعب

و بالتالى يتغير الصوت أو قد ينكتم

ثم أتبعته بقانون سرعة الصوت

v = Sqrt(k * R  * T)

Where

k = Cp/Cv

R : Gas universal Constant

T: Temperature in Kelvin

وقاطعنى أحمد جمال قائلا

– عندى ليك نظرية أحسن

انتا تجيب شوكة رنانة

و انتا رايح تجيب البطيخ تقوم خابطها بالشوكة الرنانة

و ترفع على ودنك  و تسمع

لو رنت تبقى زى الفل

ما رنتش يبقى فيه مشكلة

——————

فعلا إن نظرية البطيخة الرنانة لهى قطعا نظرية جديدة قد تقلب موازين العلم رأسا على عقب

فى البيت و بينما أنا مهتم بتقطيع البطيخ على الرخامة

أفكر فى تلك النظرية و تطبيقاتها

من المعروف فى مصر ان الجواز زى البطيخة

إذا محلولة

نظرية الدق و الشوكة الرنانة على البطيخة

يعنى تصوروا مثلا الواحد رايح يتقدم

و هو عند العروسة يستسمح السيد الوالد و يقوله يا عمى

ممكن أخبط كريمة سيادتك عشان أسمع الرنة 😀

و من المؤكد بأنه سيكون سعيد جدا بالطلب بتاعى

بس يا ترى ممكن هوا كمان يخبطنى عشان يسمع رنتى

الله أعلم

——————-

“انتا متجوز؟”

ده انترفيو تانى على فكرة

بآلية رفعت الشوكة الرنانة عشان الإتش آر كانت زى القمر

و طرراااااااخ

ما رنتش كويس على فكرة

و ما رحتش الوظيفة دى

و لغاية دلوقتى باكل فى البطيخ و مش عارف ليه

—————————

أختم بأغنية أم كلثوم (بيرم على ما أذكر)  ههه

أهل الهوى وصفولى دواه

لقيت دواه زود فى قساه

أزاى يا ترى ؟؟!!!!

أهو ده اللى جرى !!!

و الشكر لمن قرأ و لم يعلق 🙂

Comments are closed.