من حقك أن تبتسم

إلى قلعة التفانى المحكمة

أبنى حروفا و أهدم حروفا

و أشعل الماء فى نهر الثوانى المقفرة

———————————-

أصغى جيدا

و تأكد أن لا أحد هناك

نظر إلى طبق الماء

و ابتسم أخيرا

وضع إصبعه فى الماء

لاحظ التموجات التى نشأت

عرف قانون الموج

و عرف الضحك

أدخل يده كلها

غابت تحت الماء

عرف قانون إنكسار الضوء

أخذ يقلب كفيه فى الماء

ثم أخرجها

فتساقطت بضع قطرات من الماء

ثم جفت قطرات أخرى

لم يطلع بشئ

و عرف قانون التبريد

فأدخل يده مجددا

و عمل على تقليب الماء جاهدا

لاشئ

الكثير من الموج

و الكثير من الضحك و اللعب

دخلت أمه عليه

و وبخته

و نهرته

و أخذته بعيدا عن طبق الماء

—————————

أراد اللحاق بها

و أرادت اللحاق به

و هو ليس هو

و هى ليست هى

و لهذا

لم يتقابلا حتى الآن

على الرغم من أنهما

يجلسان يوميا فى نفس الحافلة

————————–

فوق السفينة

يستنشق الركاب هواء البحر الهادئ

يملؤون به صدورهم

يبتسمون و يضحكون

و تتقافز الدلافين من حولهم

و عن أيمانهم وعن شمائلهم

و طيور النورس تدفع نفسها فى الهواء

تأكل فتات خبز المسافرين

لمحة من لمحات سعادة المخلوقات

————————

إيناس

الفتاة الأولى

بيضاء ذات ابتسامة ساحرة

سوداء الشعر فاحمة

تجلس أمام طشط الجبنة القريش

فى مسرحية عبثية

و استعراضية

أرتدى فيها جلبابا بكوفية

إيناس !!!

هل تشترى منى ذلك القماش

تنظر إليه فى دهشة

أيه مسرحية تلك

أفق أيها المخبول

الجمهور

سنفسد المسرحية

يضحك المشاهد

ذو البعد الواحد

إيناس

هل تشترى منى القماش

يتورد خداها كالبندورة الشقية

و تهتف

“كيلو القريش ب تلاتة جنيه”

و تطعمه قطعة فى فمه

فيكاد يأكل أصابعها معه

و تتقد عيناه جزلا

و يبكى المشاهد

ذو القلب الجامد

و بعد سقوط المسرحية

يطردهما المخرج من الكواليس

ثم يطردهما المنتج من الباب

و تنتهى مسرحية

لتبدأ مسرحية.

—————————–

زاغت كل حقائق العالم عن حقيقة البكاء

جفت كل ينابيع الشقاء

و الكل أصبح عديدا فى عديد

مصفد فى الحديد

و نسى كل وعيد

——————

من حقك ان تبتسم

لأن العالم لن يخلوا من البلهاء أبدا

طالما ما زلت أصمم على الكتابة

Comments are closed.