Archive for March, 2009

بعد يوم غير مرهق

Sunday, March 15th, 2009

أتحدث إليكم و انا ثمل من التعب

على الرغم بأنه يوما غير مرهق

و لكنى تعب

و كما تعرفون

لا أكتب شيئا عندما أكون صحيح الجسم رائق المزاج

و لكنى أكتب معظم الوقت عندما أحس أننى مرهق

—————

باختصار

عدت إلى البيت بالتاكسى 

و ماذا فى هذا ؟!!! أتسائل 🙂

ضوضاء الطريق لا تحتمل

و مما زاد الطين بلة حديث السائق معى طوال الرحلة

و لا أخفيكم سرا 

إحساسى بأن من ورائى كانا يسفعاننى تريقة من وراء ظهرى 🙁

 

و لكننى تجاهلت ذلك الإحساس

و أخذت أهمهم موافقة على ما يقوله السائق

يقول لى أنه أتى بمرسيدس ب 170 ألف جنيه

لم أصدقه

و لكنه أتبع قوله بأنه يملك ثلاث تاكسيات

و أنه لولا أن السائق المنوط به بالعمل لم يأتى لم يكن ليعمل عوضا عنه الآن

همهمت بالموافقة

حدثنى عن سيارته الموغلة فى القدم و التى رخصها كأنتيكة

و تحملته

حدثنى عن إدارته البارعة للتاكسيات

و وافقته

حدثنى أن العمل لا حياء فيه طالما لم تكسب من حرام

و أقررته على ما قال

سألنى إن كنت مسيحيا أم مسلما

قلت له مسلما

ذكر لى حديثا لم أذكر أنى سمعته من قبل

فابتسمت برفق له

سألنى من أى كلية تخرجت

أجبته هندسة

حدثنى عن نسيبه الذى تخرج من هندسة

و تزوج مهندسة

و عمل شيئا ما 

و بنى لهذا و أخذ هذا

و بعد أن أكرمه ربه

تخلله الغرور

و دليله على الغرور أنه كان يستمتع بقول الناس له

“الباشمهندس راح و الباشمهندس جه”

و كانت عاقبته السودا أن جاءت عليه الغرامات و المخالفات

ليبيع كل شئ وهاهو الآن فى الخليج يعمل كالمتسولين

كمهندس طبعا 🙂

فنظرت له مواسيا

“يا حرام”

حدثنى عن السبكى و عن رفضه أن يؤجر سيارته القديمة التى وجدها فى زريبة لفيلم صعيدى فى الجامعة الأمريكية

فأكبرته

زغدة إصبع من الخلف

“خد ادفع”

أقول لنفسى مصطبرا

ادفع بالتى هى احسن

كلمنى عن عمله فى الأدوية

انظر اليه باهتمام

و فجأة 

يقول لى بنظرتك التى تعلوا وجهك هذا ستجعلنى أحبك

أكل المهندسين مثلك 🙂 ؟؟

ابتسمت بأرق بسمة رزقنيها الله

و سألته أنظرتى حلوة بهذا الشكل

قال نعم

قلت له ليس كل المهندسين هكذا

“انا بس اللى باسهتن لوحدى”

 

ذكر لى كلمة الأمبولة بالأمبلة على ما أذكر

و عن رفيقه فى العمل الحرامى الذى ظبطه بعد الصلاة بأمبلتين من عقار للقلب يأتينا شحاتة من فرنسا

و كيف أنه ضربه بالجزمة على قفاه

 

و عندما و صلت للمنعطف

سألته النزول

و نقدته نقوده

و هربت كمجرمى الحرب

البيت

البيت

البيت

و صلت البيت و رميت نفسى فى أحضان سريرى 

أستمع إلى محمد رفعت

و أرغب فى البكاء من كثرة النواقيس التى تدق عقلى 

—————————————–

 

تبا

أريد أن أقول أنى أعى ما تقولون جميعكم 

و أننى ضقت ذرعا بنصائحكم الثمينة

ألا فاتركونى اتركونى

لأنى أعلم أنى على خطأ

و لأنى كففت عن قبول النقد

و أذكر نفسى قبل أن تنسى نفسى

“من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت”