فإذا نظرت إليه لاتعرف ما إذا كان يحقد أم يتألم.
من الإفتقاد للحب و من العجز عنه.
من إحتقار الناس و من الحاجة إليهم.
من الإحساس بالقهر و من ممارسة الإضطهاد.
من معاناة الألم و من الإستمتاع بإيلام الآخرين
من الثقة الكاملة و من الشعور بالفشل
من التغنى بحب الناس و من استغلالهم كقطع من الطوب تبنى بها بيتك.
من الإعتقاد بأن الجميع يجبونك و يؤمنون بك، و من رؤيتهم يتخلون عنك
و كان الأمر فى البداية نبلا و أصبح الآن لعنة. و جف النبع الذى كان يتألم للآخرين
و عندما وقف و ظهره يقطر دماء كان صامدا لا يهتز، يستعذب قدرته على الصمود.
لكن الناس لم تعد تعبأ بهذا اليوم، فقد تغيرت روح العصر.
و ليس صدفة أن الكلمات التى يستخدمها قد تغير مدلولها منذ زمن، و بعضها كاد يصبح بلا مدلول على الإطلاق .. و كان مشتركا فى اللعبة و يفهم قواعدها و يسير عليها.
لكنهم طبقوا القواعد عليه، وسالت الدموع على مقعد وحيد.
و أفظع شئ أن تبدأ فى البحث عن نفسك متأخرا .. و قال إنه لم يحب أبدا.
وهو يؤمن بأنه أفضل من الآخرين – و ربما كان و لم يجد ما يمنع من ذلك و قد قدم كل شئ لديه – لكنه مهزوم فى لعبة لا تعرف الرحمة و ليس لها فى الحقيقة أية قواعد
و لا يمكنك فيها أن تقرر الصح من الخطأ، و ليس المنتصر هو المصيب بالضرورة
إنما هو أمهر و أمكر و أكثر حظا.
صنع الله ابراهيم فى قصة
“تلك الرائحة”